Thursday, November 22, 2007

بهمس مسموع



..
هكذا
رمت بزجاجتها في البحر
ووقفت خارج حدود الصبر حافية
علي حافة الصخرة تتأمل رسالتها الأخيرة
قبل ان تنجو من الحياة
ثم إلتفت بخشوع صوب نجمة البحار
وقالت بهمس مسموع:
كل ما أخشاه
كل ما أخشاه
الدولفين الآن يلهو ولا يفرق بين
الكرة
والغريق!
A Loud Whisper
Trans-created by Vivienne Glance and Afeif Ismail


She threw her bottle
like this
into the sea
and she stood barefoot
on the edge of the rock
beyond the borders of passion
contemplating her last message
before escaping life;
she turned and lifted her head to the sailor’s star
and whispered loudly,
“All I'm afraid of,
all I'm afraid of
is that the playful dolphin
will not know the difference
between a ball
and a drowning person.”

Saturday, November 17, 2007

سِِفر الصراخ

إن رأيتَ وأنت مُغْمضُ العينين
صورةَ طفلٍ يرضعُ ثدي أمه الميتة
فتعلمْ
أنّ هذا الشقي
من
دارفور!!

إن سمعتَ، وأنت في سُباتٍ الأولين
صدىً يترددُ في جهاتِ الكونِ
لعويلٍ
وصرخاتِ
امرأةٍ ثكلى تُغتصبُ
في
الصحراءِ
بعد أن تخلت عنها الأرضُ والسماءُ
تأكد بأن تلك المرأةَ
مِنْ
دارفور!!
إن شاهدت،وأنت مسبلُ العينين على شاشات العالم
ساسةً مُتْرَفين
أُمَمِيِّين
ومَحَلِّيين
ومُسْتَعْرِبين
يتقاسمون ملفًّا ينزُّ دَمًا
وديدانًا
وقيحًا
تأكد بأنهم
لا شيء
لا شيء
لا شيء
سوف يفعلون!!

إن قرأت قصيدةَ شاعرٍ حداثيٍّ في القرنِ الحادي والعشرين
فرّت كلُّ قواميسِ اللغةِ منه
وصارت مخيلتُه لا ترى غيرَ صحراءٍ
منذ بدء الخليقةِ كائناتُها منذورةٌ للموتِ
والبوارِ
تأكد بأنك تقرأ قصيدةَ شاعرٍ حاول قبل انتحاره
أن يكتبَ سيرةَ أهلِه
في
د
ا
ر
ف
و
ر!!

2/8/2004 - بيرث
Book of Screams
Translated By Dr Aida Seif Al-Dawla



If you see, while your eyes are closed;
The image of a baby suckling at the breast of his dead mother;
Then know-
That this miserable child-
Is
From
Darfur!

If you hear, while you are deep asleep,
An echo vibrating in the corners of the universe;
Of a wailing,
And screaming
Of a widow being raped
In the desert
After earth and sky had deserted her;
Be sure, that this woman
Is
From Darfur!

If you watch, with heavy eyes,
On the screens of the world,
Leisured politicians-
Internationals-
And locals-
And Orientalists-
Sharing a file that is oozing blood;
And worms;
And pus;
Be sure that
Nothing-
Nothing-
Nothing-
Will they do!!
If you read a poem of a modern poet,
In the twenty first century;
Deserted by all the dictionaries of language;
Whose image can picture nothing
But a desert.
Whose people since the beginning of time, Have been sacrificed to death-
And waste
Be sure that you are reading
The poem of a poet,
Who tried, before committing suicide,
To write the story of his people in
D
A
R
F
U
R.

Thursday, November 15, 2007

صور من حرب ما


بين الجدران المحصنة
قائدُ المعركةِ يخطّط لها على الخرائطِ
بدقةٍ يحدد مكامنَ العدو
يصلُ بين الدروب المتعرجة في
الغابات
والجبال
والبحار
والصحاري
حتى النصر
ثم
ينام
قبل أن يتذكر
ماذا سيفعل لجندي المشاة التائة الذي يشرب من بوله؟!

في أتونِ الحربِ
لم يعد هناك أخضرُ
الطيورُ آكلةُ الأعشاب صارت تقتاتُ على الجثثِ
حتى
العظمِ
سألته:
- ماذا عنها بعد نهايةِ الحرب؟
- سوف تعود كما كانت قبَلها
إذن
كيف أثق بطائريَ الصغير
الذي كان بالأمسِ
من
الجوارحِ؟!

بعيدًا
بعيدًا
يذهب الشهداءُ
ربما ..
أبعد
من
السماءِ
وفوق الأرض يبقى عفنُ المعركة.



21/12/2003 - بيرث






Images of War

Translated byDr. Aida Seif El-dawla



Between fortified walls,
The leader of the battle
Is planning it, on maps.
Accurately, he locates
The lurking places of the enemy.
He connects the twisted paths
In the forests,
And the mountains,
And the seas,
And the deserts,
Until victory.
Then-
He sleeps,
Before he considers,
What he will do
For the lost infantry soldier
Who is drinking his own urine?

In the furnace of war,
There is no more green.
Weed-eating birds are nibbling on corpses-
Down to the
Bones.
I asked him:
- "What about them after the war is over?"
- "They will return to what they were before."
Then:
- " How can I trust my little bird,
Who, until yesterday,
Was-
A vulture?!"

Away;
Far away
Go the martyrs.
Maybe
Further away
Than
The sky-
And on Earth remains
The rot of the battle.

Wednesday, November 14, 2007

ريبة نموذجية


في فنادق العواصم الكبرى
غرف نوم تذكرك بليالي " شهرزاد"
صالونات استقبال ملوكية
كأنك تملك مصباح "علاء الدين "السحري
زرٌ صغيرٌ يجعل كل العالم بين يديك
لكنك
تقلق
كثيراً
ان لبابك أكثر من مفتاح!
Idealistic Misgiving
Trans-created by Sheila Jessop B-Wignall and Afeif Ismail



In five-star hotels in capital cities
the sleeping rooms
reminded you of Scheherazade nights.
Imperious guest halls;
small buttons
as if you owned Aladdin’s lamp,
brought the entire world into your hands.
However,
you worried a lot,
for your door had more than one key.

Sunday, November 11, 2007

شتات

تخبز للصحو أغنياته الطرية
ولا تتذكر كوابيس ليلتها المسيجة بالفخاخ
والجوارح
تمضي
إلي
ظهيرتها
لا تعرف لذة منامات القيلولة
تشم بأجنحتها المدارات
في المساء
تعود الطيور اليتمة
وتحصي كم نهار مضي
وآخر لم يآتِ
ثم
تنام مثلي تحلم بالجهات.

12/2/2007

بيرث
Diaspora
Trans-created by Sheila Jessop B-Wignall,Vivienne Glance and Afeif Ismail



They are baking for awakening
their dewy songs
prepare for dawn.
They forget about last night's nightmares
in which they were fenced by traps
and
vultures.

They fly until noon
they don't know
how delicious afternoon naps are!
their wings sniff the way towards orbits

At evening the orphaned birds return
counting how many days have passed
and how many days are to come
then
like me
they sleep dreaming of directions.
12/02/07
Perth

في مهب الريش

في مهبها المهيب رأت
ريشة نورس طارت من جناحه الصغير
لكنها بين المدارات
ما زالت تطير
وتطير
وتطير

فادركت الريح انها ملكة مقعدة
.فهي لم تغادر بعد حصون الجهات


20/8/2007
بيرث

Sunday, October 28, 2007

شعر:عازف البيانو الأعمي في ميدان فورست

عازف البيانو الأعمى في ميدان فورست
أو
ظل بلا أثر

اللاجئون الجدد هم أكثر الغرباء تيهاً /كائنات حائرة تتوسط الما بين/ يقفون علي حافات البكاء بلا دموع في اعينهم حنين راعف للمستحيل وتوق حارق للخلود/ هل تكفي الابدية لتعويضهم زهر سنواتهم المسروقة وغدهم الغامض؟؟؟؟؟؟؟!
بنصف ذاكرة يعيشون/
نصف هنا/
والآخر هناك في بلاد بعيدة/
دائماً يرتدون ملابساً لا تلائم الطقس/ بشغف من يريد ان يغيير العالم يتابعون بنهم كل نشرات الأخبار العالمية/ ثانية بثانية تذبحهم عناوينها الدامية / فلا ينتبهون لأحوال النشرة الجوية فيبللهم المطر/ فيهيمون في الطرقات مرتجفين مثل طيور يتيمة/ يحاصرهم إرتباك شائك وبعض حرج/ يصبون لعنات خرساء علي السماء الغريبة التي تمطر بلا بروق أو سحب داكنة/ ويعودون بنصف ذاكرتهم لإجترار لعنات أزمان دائرية اقتلعتهم فجأة من تحت سماء يطمئنون لها ويعرفون كل
تحولاتها كاصابعهم المعروقة/ ..

ذاك المارد الاسمر سليل آلهة النيل العظيم/ حقا إنه إبن جدته العرافة وبخورها المعطر وذاكرتها البدائية/ يعرف الأماكن بروائحها/ ويشم تعب الآخرين عندما يعبرون من أمامه/ عندما تحدثه حبيبتة الشقراء عن فاكهة لا يعرفها لا يتخيلها إلا استوئية/ واذا حدثته عن تنورة جميلة اعجبتها لا يتصورها إلا مشجرة مثل روحها التي يتوكأ عليها في بلادها الغريبة/
ويل للغريب بلا حبيبة /
الغريب لا يصادق إلا أرواحاً غريبة/
/ يري باذنه/
ويسمع بعينه /
يتخيل الاشياء بنصف ذاكرة ويسمعها كما يحب لها ان تكون في ابجديته الجديدة التي لا يعرف جيداً رسم حروفها وتتشابهه عليه الأصوات فيها/ عندما لوحت له بيدها اليسري مودعة وقالت له:
نلتقي يوم الجمعة الساعة الثالثة مساء في ميدان "فورست" بوسط المدينة/ تخيل الغريب بذاكرته الاستوائية أنه سوف يعانقها في ميدان وارفٍ أكثر من قلب أمه!! لكنه في ضحي الجمعة وجده صحراء موحشة مع بعض التحسينات الخرصانية تنبت من بلاط صخري قديم / وعندما قرأ تلك اللافتة
(Forrest Place)
تبخرت من ذاكرتة آخر واحة في امنياته ان يجد بعض أخضرار في ميدان السيد فورست أو دوحة لهما / اصطادته نغمات كانت تتصاعد في ذاك البوار من اصابع عازف بيانو أعمى في حلة سوداء كأنة قادمٌ للتو من
العصر الفكتوري، كان يُنغم
(The Lonely Shepherd)
لم ينتبه المتعجلون بخطواتهم الراكضة امامه لتلك الارواح المستوحشة التي تبكي بقلبه ثم تخرج من بين اصابعه وتهيم في الفضاء، لم ينتبه أحد منهم أن يرمي قطعة عملة معدنية صغيرة في قبعته السوداء المهترية الممدودة امامه كقدم فيل رضيع محروقة/ بل تعالت صراخات مراهقين صاخبين يعبرون تلونت روؤسهم مثل اعراف الديوك وقهقهوا كثيراً وهم يشيرون باصابع فاحشة ويعرون موخراتهم ويضربون عليها بكف واحد ثلاثة مرات أمام عينيه اللتين كانتا تحدقان في سواد
الكون وتريان صلصالاً يتناسل أقماراً ذهبية/
علي ناصيه ميدان السيد فورست كتمثال روماني قديم كان يقف أحد محترفي التمثيل الصامت متلوناً بالفضة من ظفره إلي شعره يدير وجهه كلعبة اكترونية باتجاه من يرمي له قطعة عملة فضية ويبتسم/ وعلي الناصية الأخري حاوٍ يبتلع سيفاً/ وآخر يتلفع بافعى ذات الوان براقة/ وبائع بلونات في هئية حيوانات أليفة يتوسط المكان / عشاق بمرح يتخاصرون ويبتسمون برضا من يملك الأرض والفضاء / في تلك اللحظات
عازف البيانو الأعمي كان يعزف أحد مفضلات الغريب
(If I Were a Rich Man)
فينجلي بعض من سخام الصدى بروحه فيرى أمامه غجريات مزركشات كحلم صبي يعبرن بصخب بلا خيام / طفلة تتشبث باصبع امها الهائمة في عوالمها وتلح كي تشتري لها آيسكريماً/ حلقة صغيرة حول رسام يعطيك ملامحك بدقة فوتوغرافية في خمس دقائق/ من وشم لاعب كمال الاجسام يطل لسان تنين يكاد ان يلتهم من يقف قرب كتفه/ صبية تعبر نصف عارية كأنها في مسابقة عالمية للفوز بملكة عدد الحلقات المعدنية التي تتدلي با حجام مختلفة من انفها وقرب حاجبها الايسر وفي أُذنيها وفي منتصف شفتها العليا وفي لسانها وأخري بحجم كبير علي سُرتها/ عازف كمان كوري يثرب نحيب ملائكة معذبة تريد الانعتاق / بملامح وديعة سرب من الاسويين الضامرين الطيبين يتلفعون بثياب برتقالية اللون يمرون بخطوات هادية كأنهم في صلاة بوذية لا تنتهي / خلفهم يسير حافياً كنبي مبنوذ عجوزٌ من السكان الاصليين لأستراليا يشم الغريب اوجاع روحه المتشظية ولظي احتراق قلبه/ ويري رجليه الحافيتن تعانقا اوتاد اسلافه في باطن الأرض وآلالام اجيال مسروقة تطل من عينيه اللتين تحجر الدمع فيهما علي
حافات صراخ كظيم/

ينتبه الغريب انها الساعة الخامسة مساء!!!!!
ونصف ذاكرته نسيت انتظاره لحبيبته الشقراء / وصارت تتفرع مثل لبلاب تطارد مقطوعات "شوبان" السريعة التي جعلت عازف البيانو الأعمى فجأة ملك الميدان ضابطاً لإيقاع الخارجين من نهارات العمل الطويل/ مسرعون كالناجين من الطاعون يوفون نذورهم بوضع عملات صغيرة في قبعته/ قلبه يجادل "شوبان" في سماواته البعيدة واذنه تتحسس برهافة فقيرة هل هذه رنة لعملة فضية أم ذهبية؟! تلك الخشخشة لفئة الخمس أم العشرة دولار؟ الغريب يتحسس جيبه فتطل من محفظة نقودة الجلدية صورة حبيبته الشقراء فيتذكر بنصف ذاكرته المثقوبة التي حلقت إلي ما فوق قوس قزح انها لم
تات!!!!
في أول الليل سار الغريب وحيداً مبللاً بالغياب مثل ظل بلا أثر لطيور يتيمة //.

10/4/07
بيرث